الثلاثاء، 26 يونيو 2012

صور مدهشة ومناظر جميلة وخلابة من الأندلس 2013


مع أنني أعجبت جداً بجمال غرناطة .. وسُحرت بعظمة قرطبة .. واستمتعت ببحر مالقة .. إلا أنني لم أرى كإشبيلية في شموليّتها .. وليس هذا صُدفة .. فهي عاصمة الأندلس حتى اليوم .. ولذلك لا أتورع عن اقتراحها كمدينة مميزة لشهر العسل لكل شاب ” نهضوي ” .. فشوارعها العتيقة .. أنيقة جداً ولا تقل روعة عن غيرها من المُدن الأوروبية بل أكثر !! .. وفيها كورنيش فاخر على نهر الوادي الكبير .. يحمل الكثير من الجمال والحضارة .. خاصة عند الجلوس في ظلال بُرج الذهب .. ومشاهدة غُروب الشمس وألوانه الساحرة .. وفيها من الكنائس ( المُديخاريّة ) الكثير ، وهي كنائس بنيت على الطراز الإسلامي .. وفيها قصور إسبانية عجيبة .. وأما المطاعم والمقاهي .. فهي أكثر من كل شيء .. والحدائق يا ويلي منها ،، يكفي حديقة قصر المعتمد بن عباد .. التي تحتاج نصف شهر عسل لإستكشافها كلها !!

رائحة المُسلمين .. !

عندما زُرت الأندلس .. كانت معلوماتي عنها متواضعة مُقارنة لما تعلّمته بعد عودتي .. ومن الفضائح التي يسرّني الإعتراف بها انني مررت عن جامع المنصور بإشبيلية ولم أعرفه بالمرّة ، فكل ما رأيت كان كتدارئية عظيمة .. ورأيت منارة عظيمة عليها أجراس كنيسة .. نفس هذه المنارة أثارتني وجعلت أصورها .. وبكلمات اخرى .. شممت فيها رائحة المسلمين ، فالزخارف كانت سيّدة الإيحاء .. أكملت سيري مُستمتعاً بظلال هذا المبنى .. ومرّة اخرى شدتني البوابة الرئيسيّة .. فجعلت أصورها .. وفجأة ، لاحظت كتابات إسلاميّة وبالحروف العربيّة .. حينها أدركت أنني أمام معلم إسلامي عظيم .. وعدت وبدأت البحث .. فعلمت جهلي .. وعلمت أنني كنت امشي بجوار جامع المنصور الذي هُدم معظمه ولم يبقى منه سوى البوابة ، جزء من المنارة ( العظيمة ) .. وساحة البرتقال !!

نحن .. الجوع .. وقصر المُعتمد !!

الحديث عن روعة الاندلس وإشبيلية وقصر المُعتمد فيها .. طالت كُل كتاب .. ولن أنسخ وألصق .. لأحكي روعة هذا القصر ،، فعندي حكاياتي وذكرياتي الخاصة .. فلا زلت اذكر الطابور الطويل الذي لا بُد من الوقوف فيه تحت وطأة الشمس لدخول هذا القصر بعد دفع مبلغ مُحترم ( 8 يورو ) .. ثم مشهد السواح المندهشين وهم يحلمون الكاميرات لتوثيق هذا الجمال ” العربي ” وإمتلاء بطاقات الذاكرة معي .. كذلك فإن 4 ساعات من التجول لم تكن كافية لمشاهدتنا كل انحاء القصر .. وليس هذا فحسب ، بل إن طعم الجوع الذي الم بي وبصاحبي وجعلنا نترك القصر ” غصباً عنّا ” لا زال حاضر في الأذهان .. وفوق كل هذا فإن مشاهدة كلمة Alcázar ( القصر ) في كل ناحية من انحاء القصر بالإسبانيّة .. والزخارف العربية .. وهمساتها في اذني لا زالت حاضرة ايضاً ،، كانت تقول لي : إفتخر ،، هذا من صُنع أجدادك !!

البحث عن الشهيد .. !

عندما كان أهل فلسطين يُنضالون من أجل وطنهم في ثورة 1936 ،، كان الشهيد ( أحمد ) بلاس إنفانتي يُناضل من أجل بلاده الأندلس .. فكان يرى أن الهوية الأندلسية ليست مُجرد هوية عرق أو دم كما كان يرى غيره من زعماء الحركة القومية الاندلسيّة ، لكنها هوية (وجود) و(معرفة) .. هذا التوجه ساقه إلى المزيد من الإهتمام بأجداده المسلمين ثم إعتناق الإسلام عند زيارته للمغرب عام 1923 .. وكان هذا ايضاً احد اسباب إستشهاده على يد قوات فرانكو الظالم عام 1936 .. ومع أن معظم المسلمين لا يعرفون هذا الشهيد العظيم .. إلا انه ما من أندلسي أو حتى إسباني يجهله .. فهو حتى اليوم يُعتبر الأب الروحي للشعب الأندلسي وهو من أبرز رموز ولاية ( اندلوسيّا ) في اسبانيا .. وله نصب تذكاري في إشبيلية العاصمة ، بحثت عنه في زيارتي لإشبيلية .. وللأسف لم أصله .. ووصيتي لكل من يزور الأندلس .. أن يزور هذا الشخص العظيم .. الذي مات وهو يصرخ .. عاشت الأندلس حرّ

كالسوني .. وجبة إيطاليّة مُعتبرة :)

بعد جولة مُنهكة في شوارع إشبيلية .. عند مُنتصف الليل .. كُنا على موعد مع البحث عن مطعم .. تركنا الماكدونالز .. والبورجر كينغ كخيار آخير .. في المطعم الإسباني كانت الخنازير ” حاضرة ” فهربنا .. وأخيراً كنّا على موعد من المطعم الإيطالي .. صديقي إختار البيتزا .. واخترت الكالسوني .. كانت وجبة ” نباتيّة ” رائعة :)
للمزيد عنها : http://en.wikipedia.org/wiki/Calzone

حين تنطق الحجارة .. !

مُنذ إنطلاقتنا بالحافلة نحو حي لاماكيرنا في إشبيلية .. حيث استقبلتنا الأسوار الشامخة .. حتى دخولنا الحي ومشاهدتنا الكنائس ( المُديخاريّة ) الكثيرة في هذا الحي بالذات .. حتى لحظة نزولنا في الهوستيل المجاور لإحدى هذه الكنائس حيث كانت البوابة تُذكرنا ببوابات مساجدنا .. ثم مرورنا على بُرج الذهب القريب من الوادي الكبير والذي بناه الموحدين .. ثم الإنطلاق نحو قصر المعتمد المُسمى الكازار ( القصر ) .. حتى المرور بجوار جامع المنصور حيث الكتدرائية .. كانت الحجارة تمتلك قدرات خارقة على الكلام .. والحديث في التاريخ والحضارة .. بأسلوب مُدهشٌ جذاب لا يقدر عليه مُحاضر ولا أستاذ !!
وختاماً لمن لم يقرأ باقي أجزاء السلسلة أو فاته جزء منها:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق